لا يقتصر مهرجان مونترو للجاز على كونه حدثًا موسيقيًا عالميًا، بل تحول إلى ركيزة أساسية في استراتيجيات الجذب السياحي لمدينة مونترو السويسرية. فمع اقتراب موسم الصيف، تستعد المدينة لاستقبال عشرات الآلاف من الزوار القادمين من كل أنحاء العالم، ما يجعلها نقطة التقاء بين الثقافة، الفن، والطبيعة.
مونترو، الواقعة على ضفاف بحيرة ليمان ووسط جبال الألب، تقدم مزيجًا ساحرًا من الجمال الطبيعي والأنشطة الثقافية. وخلال فترة المهرجان، تمتد الحياة إلى كل أرجاء المدينة، حيث تعج المقاهي والمطاعم والفنادق بالسياح والفنانين، مما يسهم في انتعاش الاقتصاد المحلي بشكل كبير.
تقوم هيئة السياحة في منطقة فود (Canton de Vaud) بالتعاون مع منظمي المهرجان بحملات ترويجية في الشرق الأوسط وآسيا وأمريكا، تستهدف جذب الزوار الراغبين في عيش تجربة ثقافية فريدة وسط بيئة آمنة وراقية. كما تُقدّم باقات سياحية خاصة تشمل الإقامة، وتذاكر العروض، وجولات في المنطقة المحيطة مثل قلعة شيلون وقطار الجبال الشهير.
من الجوانب اللافتة هذا العام هو إدماج التكنولوجيا في الخدمات السياحية: تطبيقات ذكية مخصصة للمهرجان ترشد الزوار في تنقلاتهم وتتيح حجز الأنشطة بسهولة، كما توفّر الترجمة الفورية للمحتوى لجذب جمهور أوسع، خاصة من السياح العرب.
ولعل ما يميز مونترو عن غيرها من المدن الأوروبية هو قدرتها على خلق توازن بين الأصالة والانفتاح. فبالرغم من حجم الحدث العالمي، تحافظ المدينة على طابعها الهادئ الراقي، مما يجعلها الوجهة المثالية للمسافرين الباحثين عن الفخامة والعمق الثقافي في آن واحد.
