Home » الطائرات الخاصة الأكثر هدوءًا في العالم
طائرات خاصة

الطائرات الخاصة الأكثر هدوءًا في العالم

هناك العديد من المزايا العامة التي يبحث عنها الاثرياء عند اختيار الطائرات الخاصة، وهي تتراوح تقليديا بين الحجم الكبير نسبيا في المقصورة وسرعة الانطلاق بالاضافة الى طول المدى. ولكن هدوء المقصورة اثناء السفر اخذ يحتل مكانة بارزة بين اولويات السفر خصوصا لرجال الاعمال الذين يريدون استقطاع بعض ساعات للنوم خلال الرحلة الجوية.

ويزداد الطلب الان على شراء الطائرات التي توفر اكبر قدر من الهدوء اثناء الطيران، بينما يلجأ اصحاب الطائرات الخاصة الى تجهيزها بمواد عازلة من شركات متخصصة لخفض الضوضاء بها.

وبوجه عام توفر الطائرات الخاصة درجة هدوء اثناء الطيران اعلى من تلك التي توفرها الطائرات التجارية وذلك بفضل المحركات التي يتم تركيبها خلف جسم الطائرة بدلا من اسفل الجناحين. وهي محركات حديثة اصغر حجما واقل ضوضاء من تلك المستخدمة في الطائرات التجارية.

ووفقا لمصادر الصناعة هناك بعض الطائرات الخاصة التي تتميز اكثر من غيرها بهدوء التشغيل حسب رأي مستخدمي هذه الطائرات الذين يفضلونها عن غيرها. وفي المراكز الخمسة الاولى كانت هذه الطائرات حسب ترتيبها من الاهدأ تشغيلا:

طائرة بوينغ للاعمال:

حققت المركز الاول في هدوء التشغيل بين مستخدمي الطائرات الخاصة وذلك بفضل مساحتها الشاسعة حيث انها تماثل حجم الطائرة 737. وتشمل تجهيزات هذه الطائرة وجود غرفة نوم وحمام كامل وغرف اجتماعات. ويمكن للشركات الكبرى استخدام هذه الطائرة لنقل عدد كبير من مدرائها في مقاعد درجة اولى يصل عددها الى 52 مقعدا. ولكن التقسيم المعتاد للطائرة هو الاكتفاء بحوالي 18 مقعدا من اجل اتاحة الفرصة للتجهيزات الضرورية الاخرى. وتطير هذه الطائرة الى مدى 6200 ميل جوي.

غلوبال اكسبرس:

وهو طائرة من انتاج شركة بومباردييه الكندية ويعتبرها البعض طائرة الاعمال المثالية من حيث سعة المقصورة وسرعة الانطلاق على ارتفاعات شاهقة، بالاضافة الى هدوء التشغيل. وتحقق غلوبال اكسبرس سرعات تصل الى ماك 0.85 (85 في المائة من سرعة الصوت) ويصل مداها الى 6000 ميل جوي. ويقول من استخدم هذه الطائرة في رحلة واحدة انه يطلبها بعد ذلك ويصر عليها دون غيرها.

فالكون إكس 7:

وتنتجها شركة داسو الفرنسية، وهي الوحيدة في القطاع التي تحمل ثلاثة محركات وهي تتميز بهدوء التشغيل والاستقرار اثناء السفر حتى في الاجواء العاصفة. وهي ذات مقصورة واسعة وفاخرة ولها عدة مزايا اخرى منها القدرة على استخدام الممرات القصيرة في المطارات النائية مما يتيح فرصة الوصول المباشر الى جهات السفر بدلا من اقتصار السفر على المطارات الكيبرة فقط.

غالف ستريم جي 550:

وهي الطائرة المفضلة من شركات تأجير الطائرات الخاصة واكثرها استخداما. وهي تتميز بقدرات متعددة منها سعة المقصورة وطول المدى الذي يصل الى 6750 ميلا جويا وسرعة الطيران التي تصل الى ماك 0.80. وهي طائرة تستطيع الطيران المباشر بين معظم وجهات السفر في العالم.

سيسنا سايتيشن إكس:

وهي اكبر طائرات الاعمال منشركة سيسنا وهي توفر العديد من مزايا التشغيل مثل هدوء المقصورة وسعتها ويفضلها العديد من المسافرين جوا نظرا لسرعتها التي يمكن ان تصل الى ماك 0.92 وهي سرعة تختصر المسافات في زمن قياسي.

وهناك خدمات تقدمها شركات متخصصة لتزويد الطائرات الخاصة بمواد عازلة من اجل زيادة الهدوء في المقصورة اثناء السفر الى درجة سماع المحادثة العادية عبر عشرة امتار وليس فقط بين مقعدين متجاورين. من هذه الشركات “كوملوكس اميركا” التي يرأس قطاع الهندسة فيها دارون دراير.

ويقول دراير ان التغييرات التي تجريها شركته تحول الطائرة الخاصة الى ما يشبه المناخ المنزلي وليس مناخ طائرة بمحركات. وهو يؤكد ان النتيجة هي نسبة هدوء تتيح المحادثة العادية على مسافات تصل الى 16 قدما بدلا من قدمين في الطائرات العادية.

وتعزل الشركة المقصورة بالكامل ضد الضوضاء والذبذبة. وتشمل المعالجة انظمة تكييف الهواء ومضخات الوقود ومراوح التهوية. وتتعامل الشركة ايضا مع الوزن الاضافي لهذه المواد العازلة بحيث تبقى في الحد الادنى حتى لا تؤثر في درجة انجاز الطائرات.

ولكن هذه المعالجة ليست رخيصة حيث يتوقع مالك الطائرة الخاصة ان يدفع نحو 25 مليون دولار لتحويل طائرته الى طائرة شبه صامتة اثناء التشغيل.

شركة اخرى اسمها غور ديزاين وتعمل من منطقة سان انطونيو في كاليفورنيا، تعمل الان على تحسين عزل الصوت في طائرتين من طراز بوينغ 787، وهي معروفة بأنها من اهدأ الطائرات التجارية تشغيلا. ويقول محمد الزير الشريك في غور ديزاين ان هذا المجال تحسن كثيرا في السنوات الاخيرة وان الطائرات من طراز بوينغ 787 تتوجه الى اثرياء للاستخدام الخاص. واستطاعت الشركة خفض معدلات الضوضاء الى 46 ديسيبل (انخفاضا من 70 ديسيبل) اي ما يمكن للجالس في مقعد على هذه الطائرة ان يسمع الهمس من مقعد مجاور.

ويقول جان بيير ألفانو مدير التصميم في شركة “ايرجت ديزاين” ان سبب هذه الرغبة المتزايدة في توفير الهدوء على متن الطائرات الخاصة اثناء السفر هو تعود الاثرياء على المناخ الهاديء في المنازل والمكاتب والسيارات الفاخرة. ولذلك نمت لديهم الرغبة في توفير مثل هذا الهدوء ايضا في رحلات السفر الجوي.

وهو يقسم مجالات خفض الضوضاء التي تقوم بها شركته الى نوعين: خفض سلبي وخفض ايجابي. والخفض السلبي هو باضافة مواد عازلة لامتصاص الذبذبة والضوضاء. ويتم التعامل بهذا النوع من وسائل خفض الضوضاء اثناء مراحل التصنيع والتصميم.

وكمثال، فإن هدوء المقصورة في الطائرات الخاصة يكون افضل في المواقع الامامية بعيدا عن موقع المحركات الخلفية. ولذلك فإن تصميم غرفة نوم يجب ان يكون في مقدمة الطائرة لتوفير اكبر قدر من الهدوء.

اما مكافحة الضوضاء ايجابيا فيكون عبر ادوات الكترونية تستخدم تقنيات رقمية من اجل “إلغاء” الضوضاء عبر موجات معاكسة. وتتكون هذه الاجهزة من ميكروفونات وسماعات منتشرة في رجاء مقصورة الطائرة.

ويعترف ألفانو بأن وسائل خفض الضوضاء لها ايضا سلبياتها مثل زيادة وزن الطائرة وزيادة التكاليف. ويتم تصميم بعض انظمة خفض الضوضاء خصيصا للطائرات الخاصة بحيث تتوافق مع مطالب العميل. وتحتاج بعض انظمة خفض الضوضاء الكترونيا الى صيانة دورية. ويضيف ألفانو ان افضل انظمة خفض الضوضاء حاليا تحقق معدلات هدوء تماثل ما بين 45-55 ديسيبل، وهو ما يزيد قليلا عن درجة الصمت التام (صفر الى 20 ديسيبل). والتعديلات المطلوبة لانجاز هذه الدرجة من الهدوء تتكلف ملايين الدولارات. ولذلك فهو سؤال ملح لكل ثري يمتلك طائرة خاصة: ما هي اهمية هدوء التشغيل ومدى التكلفة التي يمكن ان تتحملهامن اجل انجاز هذا الهدوء؟

ويمكن عند طلب طائرات جديدة اضافة ما يسمى “باقة خفض الضوضاء” وهي عدة وسائل تستخدمها الشركات اثناء مرحلة التصنيع من اجل اضافة مواد عازلة وتحسين هدوء المقصورة. وهذا الاسلوب هو افضل وارخص من تعديل الطائرة بعد اكتمال صنعها. حيث تخضع هذه المواد لاشراف الشركة مباشرة وتدخل ضمن مرحل اختبار الطائرة عمليا.

وتقدم شركة بومباردييه مثل هذه الباقات لطائراتها. كما توفر نظام اختياري لخفض الضوضاء واستخدمته الشركة بنجاح على طائراتها من طراز تشالنجر 604. وهي توفره للطائرات المستخدمة من هذا النوع لتركيبه بعد عملية التصنيع.

من ناحية اخرى يمكن التعاقد مع شركات متخصصة لادخال نظم خفض الضوضاء مع الشركات الصانعة اثناء مرحلة الانتاج. وتتيح شركة إمبرير البرازيلية مثل هذا الخيار لمشتري طائراتها من نوع ليغاسي.

وتقول شركات خفض ضوضاء الطائرات ان سوقها الرئيسية هو في مجال الطائرات المستعملة، ولكن مثل هذه التحسينات في خفض الضوضاء يمكن ان تدخل على الطائرات الجديدة ايضا من اجل توفير مناخا شبه صامت اثناء رحلات الطيران.