Home » انعدام ثقة الرجال بشكلهم الخارجي مشكلة يمكن تقليمها وتشذيبها!
ستايل صحة و رشاقة

انعدام ثقة الرجال بشكلهم الخارجي مشكلة يمكن تقليمها وتشذيبها!

الإمارات العربية المتحدة، 24 مارس 2022: في الماضي، كان مفهوم الجمال يقتصر على المرأة حصرياً، ومن ضمنه منتجات العناية الشخصية التي كانت تتوجّه للنساء فقط. إلا أن الرجال ما لبثوا أن انضمّوا إلى السباق المحموم باتجاه الحصول على مثل تلك الرعاية، والتي تتخطّى حُسن المظهر وحسب، لتشمل كذلك الفوائد الصحيّة، والنظافة الشخصية، مع مشذّبات شعر الجسم، والرذاذ المعطّر، وأدوات تقليم الأظافر، ومستحضرات العناية بالبشرة، وغيرها الكثير. إنه اتجاه عالميّ، والشرق الأوسط ليس استثناء.

وبينما يتّفق الجميع على أهميّة المظهر، إلا أن الضغط المتمثّل في كيفية الحصول على الشكل المثالي، غالباً ما يشوبه القلق والتوتّر، ما يؤدّي إلى مشاكل مرتبطة بالثقة لدى الرجال. وتزداد تلك الحالة ترسّخاً بفعل الصور النمطيّة غير الواقعية التي تنقلها وسائل الإعلام، ومنصّات التواصل الاجتماعي، ولقاءات المشاهير، ناهيك عن اتجاهات الموضة، ومتطلّبات سوق العمل، وجائحة كوفيد-19 التي زادت من قوّة التحدّيات المطروحة في هذا المجال. ولكن هذا لا يعني أنها معركة خاسرة، وبالتالي فما من حاجة لأن يشعر الرجال بأنهم لا يمكن أن يلقَوا الدعم الكافي.

 

وفي هذا الصدد، يقول ديلان تشو، المدير العام لشركة ميريديان: “في عصر الأبطال الخارقين، تُقاس قيمة الرجل بشكل جسمه، وهذا مفهوم بعيد عن الواقعية وغير منصف. فصورتك تحدّدها أنت من خلال كيفية  تفكيرك وشعورك إزاء جسمك في فكرك، وخيالك، وعواطفك. ونحن في ميريديان، ومع أننا نختصّ بصنع منتجات تهدف إلى رفاهية الرجال من حيث العناية بالمظهر، والنظافة الشخصية، ومنتجات العناية الذاتية سهلة الاستخدام، إلا أننا في الوقت ذاته نشجّع الرجال على تبنّي معايير مقبولة ومنطقية حول كيفية تقدير الرجل لنفسه وجسمه، ولا سيما في مواجهة القلق والضغط النفسي.”

 

اضطرابات الأكل + التمرين

يمكن أن تؤدي مشاكل صورة الجسم والمظهر الخارجي عند الذكور إلى اضطرابات الأكل والإدمان على التمارين الرياضية. حيث يعتقد العديد من الخبراء أن حوالي ثلث الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل على مستوى العالم هم من الذكور، ولا يتمّ الإبلاغ عنهم بسبب شعورهم بالخجل. والشباب الذين يتعاطون المنشّطات الرياضية، ونخبة الرياضيين في مجال كمال الأجسام التنافسي، والرجال الذين يتدرّبون بالأوزان، والحرّاس الشخصيون، يشكّلون المجموعات الذكورية الأكثر عرضة لخطر استخدام عقاقير تحسين الأداء والصورة لتعزيز نموّ العضلات أو تقليل الدهون في الجسم.

 

فإذا كنت تمارس التمارين الرياضية حتى عندما تكون مريضاً أو مصاباً وتشعر بالقلق إذا كنت لا تستطيع ممارسة الرياضة، أو إن كانت لديك عوارض أخرى مماثلة، فمن المحتمل أنك بحاجة إلى دعم متخصّص للوصول إلى جذور هذه المشكلة النفسية. وكذلك الأمر إذا كنت تفرط في تناول الطعام بانتظام، أو تمنع نفسك من تناول الطعام بشكل مبالغ به، فاطلب الإرشاد من معالج متخصّص في اضطرابات الأكل عند الذكور.

 

التعامل مع العلاج

تشير الإحصاءات إلى أن حوالي ثلث الأشخاص الذين يتلقّون العلاج النفسي في الولايات المتحدة وحدها هم من الرجال، بل وتشير الأبحاث إلى احتمال إقدام الرجال على الانتحار أكبر بثلاث مرّات من النساء. وبالتالي فإن الرجال يستحقّون الدعم عند أيّ مشكلة تتعلّق بالصحة العقلية. علماً أن طلب المساعدة هو دليل على الشجاعة والقوّة، ولا شك أن الدعم المناسب سيعود عليهم بالفائدة.

 

قطاع واعد

يتأثر الشباب في منطقة الخليج بشكل خاص بالاتجاه السائد في المجتمع العالمي إزاء الناحية الجمالية. وفي دورته الأخيرة التي أقيمت في دبي، فإن Beauty World Middle East، وهو أكبر معرض تجاري دولي للجمال والعافية في العالم العربي، سلّط الضوء على سوق العناية الرجالية في المنطقة، والذي تتوقّع شركة يورومونيتور إنترناشونال أن يحقّق معدل نموّ سنوي مركّب بنسبة 11.5 في المئة بحلول عام 2025. حيث تبلغ قيمة سوق العناية الرجالية في دول مجلس التعاون الخليجي 1.1 مليار دولار، في قطاع من المتوقع أن تصل قيمته إلى 12 مليار دولار بحلول نهاية هذا العام.

 

والجدير ذكره أن انعدام الثقة بالمظهر الخارجي، ومشكلات الصحّة العقلية، يمكن التغلّب عليها عند الحصول على المساعدة المناسبة. حيث أصبحت العلاقة بين الرجل وصورة المظهر الخارجي أكثر تعقيداً من ذي قبل، إلا أن الحصول على المواد والمنتجات بأسعار معقولة أصبح أكثر سهولة. فإذا كنت تعاني من مشكلة ثقة بمظهرك الخارجي، أو مشكلة تتعلّق بعلاقتك بالطعام، فلا تتردّد في طلب المساعدة من أخصائيي العلاج ومجموعات الدعم والأصدقاء والعائلة، حيث يمكن أن تكون هذه المساعدة بمثابة قارب النجاة في رحلة الشفاء والتعافي.

 

وفي النهاية، لا شيء يضاهي الفوز، والشعور بالانتعاش، والرائحة الجذّابة، وإثارة الإعجاب!