الطائرة غلوبال 7500 من شركة بومباردييه الكندية، هي أحدث ما أنتجته الشركة، والأطول في المدى عن معظم الطائرات الخاصة الأخرى، حيث يصل مداها في رحلات مباشرة إلى 7700 ميل جوي، بسرعة 691 ميلاً في الساعة، على ارتفاع 51 ألف قدم. ويتفوق المدى على الطائرة المنافسة غالفستريم 650 التي يصل مداها إلى 7500 ميل جوي. ولكنها لا ترتقي إلى مدى غلوبال 8000 الأصغر حجماً التي يصل مداها إلى 7900 ميل جوي.
وهي تستطيع الطيران المباشر من الرياض إلى لوس أنجليس، ومن دبي إلى مدن الصين. ووصلت الطائرة إلى الأسواق، بعد اعتماد صلاحية الطيران في شهر ديسمبر / كانون الأول عام 2018. وتسلم نحو 20 زبوناً للشركة طائرات من هذا النوع، خلال عام 2019. وتتوقع الشركة بيع 100 طائرة من هذا النوع بحلول عام 2021.
وهي تعدّ أكبر الطائرات الخاصة المتخصصة حجماً، وأطولها مدى، حيث عدلت الشركة مداها بزيادة 345 ميلاً، بعد إجراء التجارب العملية عليها. وهي من المرونة والتأهب، بدرجة أنها تستطيع أن تقلع وتهبط في المطارات ذات الممرات القصيرة نسبياً، مثل مطار سيتي في شرق لندن.
وهي، كذلك، أحدث طائرة دخلت الأسواق في نهاية العام الماضي ويصل سعرها الأساسي إلى 72.8 مليون دولار. وتتسع غلوبال 7500 إلى 19 راكباً، ويمكنها استعياب 11 مقعداً ممتداً للنوم أثناء الطيران. ويمتد طول المقصورة إلى 54.5 قدم، وعرضها إلى ثماني أقدام. أما ارتفاع المقصورة فيصل إلى 6.2 قدم، بحيث لا يضطر طوال القامة إلى الانحناء أثناء المرور داخلها. ويدفع الطائرة محركان من طراز “باسبورت” تنتجه شركة جنرال إلكتريك.
ويمكن تجهيز الطائرة بما يروق للمشتري، من بين تصميمات أساسية عدة، أو وفق اختياره. وهي تأتي بمساحات شاغرة وجناح تنفيذي، وقاعة مؤتمرات وجناح رئيسي. ويتم تجهيز المطبخ بفرن مايكروويف وبراد.
وقبل دخولها إلى الخدمة، أجرت عليها شركة بومباردييه تجارب مستفيضة، شملت الطيران لمدة 2700 ساعة، وتم تعديل تصميم الجناحين لخفض الوزن. وتلقت الشركة حتى الآن، أكثر من 200 طلبية على هذه الطائرة وهي تنتج أربع طائرات من هذا النوع شهرياً.
من الشركات التي طلبت طائرات غلوبال 7500، شركة “فيستا جت” للطيران الخاص التي طلبت 30 طائرة، مع أول دفعة يتم تسليمها قبل نهاية العام الجاري. كما طلبت شركة “نت جتس” 20 طائرة إضافية من طراز 7500. وشملت الطلبيات أيضاً 18 طائرة لشركة “بيلا وينغز” التي تعمل من هونغ كونغ.
من الطلبيات الأخرى ايضاً، ثلاث طائرات لجهات لم تفصح عن هويتها، وطائرة كان قد طلبها نجم سباقات السيارات الراحل نيكي لاودا.
وتتميز الطائرة بهدوء التشغيل، نظراً لموقع المحركين في نهاية جسم الطائرة، وليس أسفل الجناحين. وهي تطير بطاقم من أربعة أفراد منهم اثنان للقيادة، ومثلهما للخدمة. ويمكن اختيار محركات من شركة رولزرويس البريطانية أو جنرال الكتريك الأميركية.
ويقول أحدث تقرير عن الشركة إنها أنتجت حتى الآن 22 طائرة من طراز 7500، وتسلم ثلاثة عملاء طائراتهم الجديدة، بينما تنتظر الطائرات الأخرى التسليم. وتعدّ شركة “فيستا جت” التي تعمل في تأجير الطائرات الخاصة، أكبر عميل لهذا الطراز من بومباردييه حتى الآن.
وتقول الشركة إنها سوف تسلم 20 طائرة من هذا النوع، قبل نهاية العام الجاري 2019.
ويعتمد طيار هذا الطراز على نظام “فيجن” من شركة “كولينز إيروسبيس” المستخدم في طائرات الشركة الأخرى، مثل غلوبال 5000 وغلوبال 6000. ويعرض النظام معلومات الملاحة على زجاج النافذة الأمامية. ويستخدم الطيار أربع شاشات أمامه على شكل (T)، منها شاشة الملاحة الرئيسية أمامه مباشرة. وتصل الحمولة القصوى للطائرة عند الإقلاع إلى 114.8 ألف رطل، وإذا كانت الحمولة أقل من ذلك، فلا تحتاج الطائرة إلى ممر طويل للإقلاع.
المنافسة
الطائرة التي تنافس غلوبال 7500 مباشرة هي “غالفستريم جي 650 إي آر” الطويلة المدى. وعندما حققت غلوبال 7500 رقماً قياسياً في السرعة، وطول الطيران المباشر من سنغافورة إلى توسون، أريزنا، عبر مسافة 8,152 ميل جوي، سجلت غالفستريم “جي 650 إي آر” المسافة نفسها في زمن أقل بنحو 44 دقيقة. ولكن غلوبال 7500 استعادت الزمام بعد ذلك بسبعة أشهر، مسجلة أطول مدى لطائرة خاصة بالطيران المباشر من سيدني بأستراليا إلى مدينة ديترويت الأميركية. وقالت شركة بومباردييه إن الطائرة التي هبطت في توسون، كان لديها من الوقود ما يكفي لطيران إضافي مدته 90 دقيقة.
ولكن المشتري قد يهتم بمزايا أخرى غير السرعة المجردة، مثل السعة الداخلية وسلاسة الطيران شبه الصامت في غلوبال 7500، والهواء النقي الذي يتجدد أثناء الطيران داخل المقصورة. وتستخدم بومباردييه نظاماً توربينياً في تدفئة هواء المقصورة أو تبريده، وفق الحاجة.
وفي المقصورة، تبدو المقاعد بتصميم “نواج” التي قضى مهندسو الشركة سبع سنوات في تطويره، من أبرز مزايا المقصورة، حيث توفر الكثير من الزوايا التي يمكن للراكب الارتخاء عليها. وتقول الشركة إن المقاعد تبدو طافية فوق أرضية الطائرة. ويتحكم الراكب من مقعده في عدد من الوظائف في محيطه، بريموت في جانب المقعد. وتتاح الإنترنت في الطائرة، مع نقاط شحن وتواصل بلوتوث لاسلكي للمقاعد، مع شاشات عرض للفيديو.
وفي الجناح الخاص يمكن تجهيز الطائرة بسرير مزدوج، بحجم يمكن اختياره. كما يمكن إضافة دوش إلى المكان المخصص للمرحاض الخاص. كما يوجد أكثر من برنامج تحكم في الإضاءة الداخلية، من تغيّر درجة الإضاءة تدريجاً، مع قدوم غروب الشمس أثناء الطيران، إلى اضاءة كاملة أثناء صعود الركاب، ثم خافتة بعد جلوسهم على مقاعدهم.
ويمكن تغيير التصميم الداخلي من ضمن عشرة آلاف تصميم متاح للشركة، وينفّذ أي تصميم يرغبه المشتري داخل مصانع الشركة في مدينة مونتريال. وتوجد مساحة تخزين الأمتعة في مؤخرة المقصورة في مساحة يمكن الوصول اليها أثناء الطيران. كما تتمتع الطائرة بمطبخ عريض الحجم، يمكن تجهيزه بأدوات مطبخ لتجهيز القهوة والوجبات. ولم تنس الشركة راحة الطاقم، فخصصت مساحة خاصة بهم للراحة، تشمل مرحاضاً خاصاً أيضاً.
ومن الواضح أن هذا القطاع من الطائرات الخاصة يتوجه إلى قطاع المليارديرات، ولكن حتى صغار المليونيرات يمكنهم استئجار هذه الطائرة من شركات تشارتر للطيران، في رحلات خاصة بالعمل أو العطلات. وإذا كان السفر يضمّ مجموعة يصل عددها إلى 19 راكباً، فإن استئجار طائرة من هذا النوع في رحلة من مدن الخليج إلى اوروبا وبالعكس، قد يكون موازياً في كلفة السفر الجماعي في الدرجات الأولى التجارية.