Home » فنون الأداء والتشكيلات البصرية تعكس التنوّع الثقافي الغنيّ للإسلام في مهرجان منظمة التعاون الإسلامي الثاني بأبوظبي
سياحة

فنون الأداء والتشكيلات البصرية تعكس التنوّع الثقافي الغنيّ للإسلام في مهرجان منظمة التعاون الإسلامي الثاني بأبوظبي

تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، استضاف مركز أبوظبي الوطني للمعارض ’أدنيك‘ فعاليات الدورة الثانية من ’مهرجان منظمة التعاون الإسلامي‘ والذي يمتد لغاية 27 أبريل، حيث تحتفي فنون الأداء والتشكيلات البصرية المتميزة بالتنوّع الثقافي والقيم الموروثة للعاللم الإسلامي، والقائمة على التسامح والمودّة والوحدة.

وتحت شعار ’أمة واحدة يجمعها التعاون على الخير والعدل والتسامح‘، يسعى المهرجان الذي يمتد لمدة أربعة أيام إلى توحيد الدول من شتى أنحاء العالم الإسلامي في منصة مصممة خصيصاً لاستعراض الثقافات والتقاليد والقيم الإسلامية عبر عناصر رئيسية منها الموسيقى والفنون وإبداعات الطهو.

ويتزامن المهرجان مع ’عام التسامح‘ في الإمارات والذكرى السنوية الخمسين لمنظمة التعاون الإسلامي، مما يجعله بوابة متميزة تمنح الشعوب فرصة اكتساب فهم أفضل لمدى تنوّع ثقافاتهم، وتُطلع الزوار على أفكار معمّقة حول القدرة الكامنة للعالم الإسلامي في نشر رسالة التسامح والوحدة والتناغم حول العالم.

واستعرض المهرجان عروض أداء فني متميزة أبدعتها فرق فلكلورية من شتى أنحاء العالم الإسلامي -مثل فرقة أستانة الفلكورية وفرقة بوركينا فاسو الفلكلورية، وفرقة أبوظبي للرقص الشعبي.

الاحتفاء بالسلام والمودّة عبر الرقص

وفي معرض تعليقه على المهرجان، قال أبراهام أباساج، مدير فرقة الرقص الشعبي من بوركينا فاسو -التي تمثل دول أفريقيا الغربية وتضم حوالي 20 مليون نسمة: “جاءت مشاركتنا في هذا المهرجان المتميز بدافع من الصداقة التي تجمع بين دولتنا والإمارات ومختلف الدول الإسلامية الأخرى، ورغبةً منا في إظهار دور التسامح والسلام بالنسبة لبلداننا.

وتمثل عروضنا الفنية رقصات شعبية لـ 30 أو 40 مجموعة عرقية من دولتنا التي تضم 60 مجموعة عرقية بالرغم من صغر مساحتها. ويلعب المهرجان دوراً مهماً في إظهار القيم السمحة للدين الإسلامي والقائمة على المودة والتناغم والتسامح. السلام مهم جداً، ويمكننا تحقيقه عبر مبادئ التسامح والتعاون. ويا لها من فرصة رائعة لإظهار نجاح التنوّع”.

وقد أفاد منظمو الفعالية بأن الفقرات التي تنوعت بين عروض الأداء والتشكيلات الفنية البصرية وورش الخط العربي، منحت الزوّار رؤية معمّقة وغير مسبوقة على ملامح الثقافة الإسلامية.

ومن جانبه، قال يوسف الضبيعي، مستشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي للشؤون السياسية رئيس اللجنة العليا للمهرجان: “يؤكد شعار دورة هذا العام من المهرجان أننا أمة واحدة ترتبط بقيم الإسلام والتسامح عبر العديد من الأنشطة وأشكال الفن والأعمال المختلفة. ويتمثل أحد الأركان الرئيسية للمنظمة في الحفاظ على القيم الإسلامية الفريدة التي يجسدها التسامح والعدالة والمغفرة، فضلاً عن صفات أخرى تتسم بها معتقداتنا السامية”.

أعمال فنيّة مميزة في قلب المهرجان

نجح ’المحراب‘، العمل الفني الذي أبدعه علي شعبان وخالد زاهد، في استقطاب عدد كبير من الزوار. ويتخذ هذا العمل الفني التركيبي شكل القبّة، ويتكوّن من نبضة قلب متصلة بالقرآن في إشارة إلى الدراسات التي أثبتت دور القرآن في تخفيض ضغط الدم وبث السلام الداخلي.

كما تضمّن جدول أعمال اليوم الثاني من المهرجان ورش عمل في مجال الخط والرسومات والمنسوجات التقليدية، وقد سلّطت الضوء على الإسلام كوسيلة حياة.

وقال محمد مندي، الخطاط الإماراتي المشهور: “يتجاوز الخط العربي كل الثقافات والقوميات. وهناك خطاطون أجانب، ممن تعلّموا الفن بدافع العاطفة؛ وقد اعتنق بعضهم الدين الإسلامي نتيجة لحبّه لهذا الفن. ويعتبر الحب والصبر والاستمرارية شروطاً أساسية لتعلّم الخط العربي؛ وهو ما ينعكس في شخصية الخطاط نفسه. أنا مسرور جداً بقدرة المهرجان على استقطاب مختلف الخطاطين العرب وغيرهم من الفنانين إلى دولة الإمارات التي تشجع على قيم الحبّ والتسامح والعيش المشترك بين الأديان. تبرز مشاركتي مع عرض خمس رسومات حول التسامح، ويتضمن أحدها اقتباساً رائعاً عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة”.

وأضاف الضبيعي: “يحتفي المهرجان بالتقاليد الإسلامية وما تقدمه من أعماق أدبية وفنية وتاريخية تشكل الأساس في إيماننا، وتنسجم بشكل كامل مع التعاليم القرآنية. ويؤكد الاحتفال بالفن والتقاليد المتنوعة والموروث الفلكلوري من الثقافات الإسلامية المختلفة، على فكرة امتلاك العالم الإسلامي لكنزٍ فني وثقافي متميز، كما يُطلع العالم على قيمه وتقاليده التي تتمحور حول التسامح والرحمة والغفران”.

يستمر المهرجان يوم الجمعة 26 أبريل، حيث يستضيف المسرح من جديد فرقاً فلكلورية من إندونيسيا وسلطنة عمان، بينما يستضيف مركز الملك سلمان في المملكة العربية السعودية ندوةً حول الإسلام. ويتخذ الجناح الفلسطيني مكانة محورية في المهرجان، وسيواصل استعراض أفضل التقاليد الفلسطينية ومدى أهميتها للعالم الإسلامي.

تجدر الإشارة إلى أن المهرجان يقام في القاعة رقم 7 ضمن مركز أبوظبي الوطني للمعارض ’أدنيك‘؛ ويفتح أبوابه من الساعة 4 عصراً وحتى الساعة 10 مساءً يوم الجمعة 26 أبريل؛ ومن الساعة 12 ظهراً وحتى الساعة 8 مساءً يوم 27 أبريل. الدخول مجاني للجميع.